/ / المغرب يزيح تونس من عرش سياحة العلاج الطبيعي

المغرب يزيح تونس من عرش سياحة العلاج الطبيعي


بريس نـال ـ هسبريس

 يبدو عماد برقاد (الصورة)، المسؤول عن شركة "سميت" السياحية العمومية، متفائلا وهو يتحدث عن مستقبل قطاع السياحة الصحية في المغرب، الذي تمكن من إزاحة تونس من عرش هذه الصناعة التي تربعت عليه لسنوات منذ الربع الثاني من القرن الماضي.
مرد تفاؤل رئيس الإدارة الجماعية للشركة المغربية للهندسة السياحية، يجد تبريره في السرعة الفائقة التي نما بها هذا القطاع في المغرب، وخاصة مدينة مراكش التي تحتضن لوحدها زهاء 550 منتجع صحي ومركز للرعاية الصحية الترفيهية والعلاج الطبيعي، من أصل 1700 التي يتوفر عليها المغرب.
وقبل عشر سنوات كانت المنافسة على أشدها بين تونس والمغرب لاستقطاب أكبر عدد من السواح الباحثين عن قضاء عطلهم في مراكز سياحية تقدم خدمات صحية عن طريق تقنيات العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية ومياه البحر الغنية بالأملاح.
وشكلت سنة 2007 سنة الحسم التي بدأ خلالها المغرب ينمي هذا القطاع بمعدلات فلكية بلغت 66 في المئة سنويا وذلك إلى غاية سنة 2013.
فالمغرب أضحى يحتل اليوم الرتبة الأولى من حيث عدد المنتجعات الصحية الطبيعية ومراكز السبا والحمامات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وكانت تونس تعتبر قطاع سياحة العلاج الطبيعي تعتبره من القطاعات الاستراتيجية، وهو ما كان يفسر كثافة الاستثمارات الكبيرة التي رصدت للقطاع سواء من طرف الحكومة التونسية أو المستثمرين الخواص.
ويرى المهنيون المغاربة أن تونس ما زالت تطمح لاستقطاب جزء من النمو الذى يشهده القطاع الصحي العالمي، الذي تقدر رقم معاملاته بنحو 500 مليار دولار سنويا.
وكانت تونس تعتبر ثاني بلد في افريقيا في مجال السياحة الصحية بعد جنوب افريقيا كما انها كانت تشكل الوجهة الثانية عالميا بعد فرنسا في مجال المعالجة بمياه البحر، لكن المعادلة تغيرت بفعل ارتفاع الاستثمارات التي رصدها المغرب في هذا المجال، خصوصا بالنسبة لتلك الموجهة لسياحة العلاج الطبيعي.
ويسعى المغرب لأن يتحول إلى قطب جهوي للخدمات الصحية، حيث ضرعت مجموعات إماراتية وسويسرية في الاستثمار في قطاع السياحة الصحية بكل من الدار البيضاء ومراكش، إلى جانب الاستثمار في مجال مراكز العلاج الطبيعي والسبا والحمامات المغربية التي تشتغل وفق آليات ومعايير من مستوى عالمي.
عماد برقاد يرى أن المغرب يتوفر في الوقت الراهن على فرصة سانحة وإمكانيات هائلة من شأنها مساعدته على استقطاب مستثمرين عالميين لإطلاق مشاريع استثمارية في هذا الاتجاه.
وتؤكد ماجدة برادة، رئيسة "جمعية مراكز السبا في المغرب"، أن المغرب أضحى يتوفر على دفتر تحملات خاص بهذه المراكز، والذي يحدد معاييرا لممارسة هذا النشاط وتصنيف المؤسسات وفق جودة الخدمات التي توفرها.
وترى رئيسة "جمعية مراكز السبا في المغرب"، أن المسؤولين في قطاع اسلياحة سيشرعون في تصنيف مراكز السبا في المدن المغربية، من أجل ضبط القطاع والحرص على توفير أعلى درجات الجودة.
وقالت إن هذه المراكز شرعت في المزاوجة بين العلاجات الطبيعية المغربية الأصل ونظيرتها الأسيوية، لمسايرة التوجه العالمي في هذا الإطار.
وأشارت ماجدة برادة إلى أن "المغرب نجح في رفع تحدي المزاوجة بين هاتين الطريقتين الفريدتين في العلاج الطبيعي، وقد أصبحت مؤسسات السبا المغرب ومراكز العلاج الطبيعي في المدن المغربية يضرب بها المثل في الخارج".
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

لا توجد تعاليق :

أضف تعليقا