/ / النائبة مباركة توتو تسائل الحكومة عن الموت البطيء لأبناء جرادة

النائبة مباركة توتو تسائل الحكومة عن الموت البطيء لأبناء جرادة


بريس نـال ـ عصام بوسعدة

الموت البطيء عنوان عريض يليق بسؤال النائبة البرلمانية عن إقليم مدينة جرادة مباركة توتو تحت قبة البرلمان التي  أشارت إلا أن المنطقة الشرقية التي تنتمي إلى المغرب العميق المغرب الغير نافع بتعبير الاستعمار الفرنسي الذي تركه وصفا جاثما على عقول كل الدين تعاقبوا على السلطة المركزية ومازلت بصماته واضحة المعالم في هده المنطقة المعدنية بامتياز وقد أشارت النائبة مباركة توتو في سؤالها للحكومة انه عوض الاستثمار الأمثل لهده الثروات المعدنية نجد أنفسنا نعيش على وقع مسلسل لاينتهي لإغلاق هده المناجم ويتعلق الأمر بجرادة وتويست وسيدي بوبكر وبني تيجيت وبوعرفة ورغم كل النضالات التي خاضها أبناء هده المنطقة المحرومة من ابسط شروط العيش والحوارات المتعددة التي كان نتيجتها التوقيع على اتفاقية فبراير 1998 التي سميت أنداك "بالاتفاقية الاجتماعية "التي استبشر الناس بها خيرا لكنها سرعان ما جاءت سنة 2004 لتطيح بالاتفاقية السالفة الذكر وتفرغها من محتوياتها لتتفاقم الأوضاع على جميع الأصعدة وخصوصا أوضاع ضحايا الأمراض المهنية وحوادث الشغل  فيوم 28 ماي 2004  أرخ لتراجع الحكومة عن التزاماتها السابقة وأرخ لبداية المعاناة مجددا .
وسالت النائبة مباركة توتو بصوت مرتفع وبثقة في النفس وغيرة على المنطقة الشرقية ووثوق عالي بان الحق يعلى ولا يعلى عليه وبضمير حي مرتبط بهموم الشعب ومطالبه ومعاناته مادا فعلت الحكومة وما هي التدابير التي اتخذتها والتي ستقوم بها لمعالجة هدا الوضع الكارثي وهدا الموت البطيء لأبناء المنطقة للحد من معاناة هؤلاء المصابين غير إحصائهم عندما يأتي إليهم الموت مسرعا وقد تجاوز عددهم إلى الآن 13000 ألف مصاب توفي بسبب السيليكوز القاتل ولم يبقى سوى 1500 كما صرح وزير التشغيل والتكوين المهني عبد الله سهيل أمام نواب الشعب والرأي العام تحت قبة البرلمان الذي أضاف أن معظهم أرامل ويتامى لكنه لم يذكر أنهم  بلا معيل لا نصير لهم سوى الله وصوت نوابهم الذي بح من كثرة السؤال بلا جدوى أمام تعنت الحكومة في معالجة ملفاتهم العالقة.
وأضافت النائبة توتو أن داء السيليكوز القاتل هو اخطر الأمراض التي يصاب بها هؤلاء العمال لأنه يقضي على الجهاز التنفسي كما ذكرت النائبة مباركة الحكومة بمعاناة عائلات وأرامل ويتامى المصابين بهذا الداء الدين مازالوا أحياء ولم يقتطفهم الموت كما فعل بسابقيهم وأهمها ضعف المساعدات التي تقدم لهم من طرف صندوق الزيادة في الإيراد وبعد مقر هدا الصندوق عنهم وتواجده بالرباط في زمن الجهوية المتقدمة وهدا يكلف هؤلاء المستفيدين مزيدا من مصاريف إضافية ومعاناة لا حصر لها كما يخلق هدا الأمر وساطات تعتمد على الرشوة لقاء قضاء الحاجة هكذا وبصوت هادئ فضحت النائبة مباركة توتو ضعف الحكومة وارتشاء موظفيها أمام الرأي العام.
النائبة البرلمانية توتو أبرزت كذلك أن تباطئ الصندوق في الزيادة السنوية والزيادة المترتبة عن تفاقم العجز هو مشكل أخر سينضاف إلى هؤلاء المصابين كما أن عدم وجود محكمة تعنى بالملفات الاجتماعية بمدينة جرادة يفرض عليهم التنقل إلى مدينة وجدة وهدا ما يضيف مصاريف التنقل والعون القضائي والمحامي مما يتقل كاهل هؤلاء الضحايا ضحايا العجز الحكومي الذي تركم يواجهون الموت لوحدهم .
النائبة توتو ساءلت الحكومة ولم تكتف بدلك لكنها مثال للنائبة التي لا ترجوا من إبرازها لهموم الشعب في قبة البرلمان بهرجة إعلامية ولكنها أعطت الحكومة ما عليها فعلها في هدا الملف كحلول واقتراحات لمعالجة ما يمكن معالجته وإصلاح ما يمكن إصلاحه في هدا الملف الشائك والمستعصي كما عبر عن دلك صراحة الوزير الوصي على القطاع ومن بين ما يجب على الحكومة فعله كما ذكرت النائبة توتو إعادة احتساب راتب التقاعد باحتساب الحد الأقصى للراتب وليس السنة التي سرح فيها هؤلاء العمال من شركة مفاحم المغرب طبقا لاتفاقية 17 فبراير 1998 لأنهم اجبروا على مغادرة العمل ولم تكن مغادرتهم اختيارية كما أن الحكومة ستقضي على صناديق العمل في الشهور المقبلة وستقوم بتفويت ملفات هؤلاء العمال إلى الصندوق الوطني للتقاعد والتامين ولأجل دلك ختمت النائبة توتو أن عملية التفويت يجب أن يسهر عليها الوزير الوصي على القطاع مباشرة لضمان تفويت يمر في ظروف واضحة وشفافة وعلى أحسن الأحوال متمنية أن تحظى هده الاقتراحات العناية المستحقة .
أمر لم يحصل طبعا ولم تنتبه الحكومة لمعالجة هدا الملف وكأننا أمام حكومة صماء لا تحسن الإنصات لنواب الشعب الدين يمارسون دورهم الرقابي والتشريعي كما أتاح لهم دلك دستور الفاتح يوليوز إننا أمام حكومة لا تعرف سوى الإخلاف بكل وعودها وضرب الحقوق النقابية للعمال والزيادة في الأسعار لضرب القدرة الشرائية للمواطن البسيط والعامل البسيط والموظف البسيط والفلاح البسيط والطالب و التلميذ والأم الثكلى واليتيم الذي عانق قبر أباه الذي اخده داء السيليكوز القاتل الذي حصد ألاف البسطاء والفقراء الدين تمرغوا وماتوا في صمت وهم يبحثون ويشقون لأجل لقمة عيش لأبنائهم .
في الأخير نقول انه وفي انتظار موت عامل أخر بجرادة أو بقية مدن المغرب العميق الغنية بالثروات المعدنية ننتظر الحكومة أن تقوم بدورها الأبرز في زيادة رقم أخر في لائحة الموت في السجل الخاص بضحايا السيليكوز .
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

لا توجد تعاليق :

أضف تعليقا