/ بدون تصنيف / "فوربس" تفضح حياة الرفاهية والبذخ لزعيم البوليساريو

"فوربس" تفضح حياة الرفاهية والبذخ لزعيم البوليساريو

بريس نال ـ  هسبريس ـ حسن الأشرف

عرّت مجلة "فوربس" الأمريكية، في عددها الأخير، بعض ملامح حياة البذخ الفاحش التي يعيشها محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية على حساب الواقع المعيشي المزري الذي يعاني منه سكان مخيمات تندوف، حيث الحرمان من أبسط حقوقهم الحياتية الأساسية.
وكشف ريشارد مينتير، كاتب المقال في مجلة "فوربس"، والذي سبق له أن زار مخيمات تندوف والتقى محمد عبد العزيز، على أن زعيم البوليساريو يتوفر على "مركب مشيد بالإسمنت المسلح بمخيمات تندوف"٬ علاوة على "إقامات أخرى فاخرة بإسبانيا٬ وأخرى ببلدان أوروبية".
ووصف كاتب المقال زعيم الانفصاليين بأنه "ديكتاتور" يخلف نفسه بنفسه منذ سنة 1976 في إطار انتخابات بمرشح وحيد"٬ وبأن المعارضة محظورة هناك في مخيمات تندوف، و"أي صوت معارض يعرض صاحبه لأعمال انتقامية لا إنسانية".
واستطرد مؤلف كتابيْ "فقدان بن لادن" و"حرب الظل" بأنه باستثناء الدائرة المقربة من محمد عبد العزيز٬ فإن "ساكنة مخيمات تندوف تعاني من ظروف عيش مزرية٬ حيث لا يمكنهم الولوج حتى للمياه الصالحة للشرب"، مما يضطر شباب المخيمات إلى "ممارسة جميع أشكال التهريب٬ أو الانضمام إلى صفوف الجماعات الإرهابية، بهدف كسب لقمة العيش".
الثروات من أجل التحكم
ويعلق الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، على هذه المعطيات الواردة في "فوربس" الأمريكية، بالقول إنه رغم أنه من الصعب التأكد من مدى امتلاك زعيم جبهة البوليساريو لعقارات في بلدان أوربية، إلا أن ما يُستشَف من تجربة الحركات الانفصالية في مختلف أنحاء العالم مراكمة زعمائها لأرصدة مالية وحيازتها لعقارات في الدول الأجنبية، وذلك نتيجة غياب آليات ناجعة لمراقبة تدبير ماليتها، إضافة إلى غياب الديمقراطية الداخلية.
وتابع الصديقي، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن "طول احتلال ما يسمى بالزعماء لدفة قيادة مثل هذه الحركات الانفاصلية تؤدي إلى نشوء في محيط الزعيم زمرة من الأتباع الخُلَّص الذين يشكلون مع استمرار الوقت حاجزا بين الزعيم والواقع المحيط به، ويزينون له حيازة مزيد من الأرصدة المالية والعقارات، باعتبارها إحدى الوسائل التي تجعله يتحكم أكثر في بوصلة الحركة، وهذا ما يسري أيضا على جبهة البوليساريو".
واسترسل المحلل بأن "بعض الحركات تلجأ، في غياب اعتراف قانوني بها، إلى تسجيل بعض ممتلكات هذه الحركات في بعض الدول الأجنبية، وفتح حسابات لصالحها بأسماء زعمائها، ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى صعوبة التمييز بين الممتلكات الخاصة والجماعية".
وتساءل الصديقي عن مصدر الأموال التي اقتنيت بها هذه العقارات، لاسيما أنه من المفروض أن تخضع المساعدات المالية والعينية التي تقدمها بعض الجمعيات الأوربية لإجراءات ضبط صارمة حتى تصل هذه المساعدات إلى مستحقيها، فهل يتعلق الأمر بتحويل غير شرعي لهذه المساعدات، أم أن هناك مصادر أخرى خاصة بعد أن تحولت منطقة الساحل والصحراء إلى منطقة عبور لمختلف أنواع المخدرات"، يورد المتحدث.
الوضعية القائمة
وتطرق الصديقي إلى الوضعية المزرية والقاسية التي يعاني منها أغلب اللاجئين الصحراويين، معتبرا أن الحل الوحيد هو تفكيك هذه المخيمات التي يفتقد فيها اللاجئون لأبسط شروط العيش الكريم، وذلك بتطبيق قواعد القانون الدولي عبر اللجوء بتخيير اللاجئين بين ثلاثة خيارات؛ وهي العودة إلى بلد المنشأ، أو الاستقرار في البلد المضيف، أو طلب اللجوء في بلد ثالث.
ويشرح الصديقي بأن خيار الاستقرار ببلد اللجوء الحالي يعني السماح للاجئي مخيمات تندوف بحق العمل في الجزائر، وتمكينهم من حرية الحركة داخل إقليمها وخارجه، وهذا ما تعارضه حتى الآن كل من الجزائر والبوليساريو.
واستطرد بالقول "لا يسمح لسكان المخيمات بالعمل خارجها، مما يؤكد استراتيجية البوليساريو المتمثلة في استعمال اللاجئين أداة ضغط سياسية لابتزاز المغرب، واستجلاب المساعدات التي يشوب توزيعها فساد كبير حسب العديد من المصادر" يختم الصديقي حديثه لهسبريس.

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

لا توجد تعاليق :

أضف تعليقا