/ / القضاء الفرنسِي يدينُ مهاجرًا بسنة حبس بعد تعريضه قطًّا للتعذيب

القضاء الفرنسِي يدينُ مهاجرًا بسنة حبس بعد تعريضه قطًّا للتعذيب


بريس نـال ـ  هسبريس ـ هشام تسمارت

كنارٍ فِي هشيمٍ، انتشرَ مقطعُ فيديُو في فرنسا، يظهرُ شابًّا يتسلَّى بتعذيبِ قطٍّ عبر قذفهِ في الهواء لأكثر من مرَّة، قبلَ أنْ يتحركَ القضاء الفرنسِي، ويستدعيَ المتورط، وهو مهاجرٌ يسمَّى فرِيد، أدانتهُ المحكمَة الجنحيَّة في مرسيليا، أمس الإثنين، بسنةٍ نافذَة من السجن.
إدانة فرِيد غلاس تأتِي عقبَ إقراره إبان المحاكمة، بأنَّ ما فعله بالقط كانَ خطأً، وإنَّه نادمٌ على ما فعل، فيما كانَ نحو 200 متظاهر من المنافحِين عن حقوق الحيوان، ينادرون بتشديد عقوبته، أمام المحكمة، حيث جاؤوا مصحوبين ب حوالَيْ عشرة كلاب، وهو ما استجابتْ له القضاة، مصدرِين قرارًا يمنعُ المدان من تربيَة أيِّ حيوان، فِي وقتٍ لاحقٍ.
"لقدْ أبان عن انحرافٍ لا مثيل له، وساديَة بادية ألبتْ العالم بأكمله، كما كشف عن غياب أيِّ وازع أخلاقِي بساديته الباردة"، هكذَا رافعَ النائب العام، إيمانويل ميرلَان. في حقِّ فريد المنحدر من منطقة "مورلِيطْ"، في الأحياء الشماليَّة لمرسيليا، الذِي ظلَّ يقذفُ بقط في كل مرَّة أبعد مسافة ممكنة.
القط الأبيض والأصهب المسمَّى "أوسكَار" ظلَّ على قيد الحياة، رغم التعنيف الذي لاقاه، وإنْ أصيب بكسرٍ فِي إحدَى قوائمِه، ستجرَى لهُ عمليَّة جراحيَّة بسببه عمَّا قريب.
"كنتُ أتمشَّى وصديقًا لِي في الشارع، ورأيتُ القط، الذِي جاءَ صوبِي، وكان أنْ أقدمتُ على فعلِي هكذَا دون تفكير، ولا أدرِي منْ عنَّ ببالهِ أنْ يصور، أعدِكم أننِي لنْ أعِيد الكرَّة مرَّة أخرَى"، هكذا تحدث فريد عن فعلته، فيمَا لا يزَال بحثُ الشرطَة جاريًا عمَّنْ صوَّر المقطع بهاتفه النقال، على ما هُو بادٍ.
ولأنَّ الاعتدَاء خلَّفَ حالةَ استياء كبيرة، فإنَّ عدَّة جمعيات نصبتْ نفسهَا طرفًا مدنيًّا في القضيَّة؛ من بينها مؤسسة "بريجيت باردُوت" وَ الجمعيَّة الباريسيَّة "ستيفان لامارتْ"، وكذا الفنانة ستُون. كمَا أنَّ عريضةً إلكترونيَّة أطلقت عقب بث الفيديُو استطاعتْ أنْ تجمع 260 ألف موقعٍ إلى يوم الإثنين، الذِي أدين فيه فرِيد.
"نحنُ نأمل ألَّا يُنْظَرَ إلى أفعال كتلك التِي قام بها معذبُ القط باعتبارهَا مجرد إساءة بسيطة"، تقول الناطقة الرسمي باسم مؤسسة بريجيت بردوت، مردفًا أنَّ المؤسسَة تتخوفُ من تحول وسائط التواصل الاجتماعِي إلى منبر يشرعُ الباب بثِّ مقاطع فيديو ذات محتوى عنيفٍ، دون أيِّ رقابة، كمَا أنَّ الإشكال الآخر وفق المتحدثَة يكمنُ في صعوبة تحديد من أطلق الفيديُو للتمكن من متابعته قضائيًّا.
فِي المنحَى ذاته، كانتْ الجمعيَّة الباريسيَّة للدفاع عن الحيوانات ستيفان لامارت قدْ أعلنت، مطلع الشهر الجارِي، عن تنصيب نفسها طرفًا ماديًا، في القضيَّة، موردةً عبر بيانٍ لها أنَّها تنتظرُ حكمًا يكون عبرة تبثُّ الوعي وسط الناس بأنَّ الحيوانات هي الأخرى كائنات حيَّة لها حسُّهَا".
وإنْ كانتْ العقوبَة غير باعثَة على الاستغراب في السياق الفرنسِي، فإنَّها تطرحُ أسئلةً في المغرب عن خطى قانونيَّة مماثلة، وهو ما يقول ، الطالبُ بكليَّة الحقوق في المحمديَّة، زكرياء بوجنَّة، إنَّه لا يزَالُ بعِيدًا، على اعتبَار أنَّ القضَاء في المغرب، لمْ ينصفْ الإنسان بعد، "فما بالكَ بالحيوان؟ لكن ذلكَ لا يعنِي أنَّ تعنيفَ حيوانٍ أليف أمرٌ مقبولٌ، فالفعل هجِين ومدان، كما أنَّه يتنافَى والإنسانيَّة، وتعاليم الدين، الداعيَة إلى الرأفَة، لكن ثقافة المجتمع تحتاجُ إلى التطور، سيمَا في جانبها الحقوقي، سواء تعلق الأمر بالإنسان أو بالحيوان".
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

لا توجد تعاليق :

أضف تعليقا