/ / هكذا ترقص "الأرامل السوداء" لتجنب التهامها من الحشرات

هكذا ترقص "الأرامل السوداء" لتجنب التهامها من الحشرات


بريس نـال ـ فوكس نيوز | ترجمة: سارة حمدوشي

قد تكون المغنية والممثلة الأمريكية "مايل سايرس" استطاعت أن تجعل "الرقص بالمؤخرة" كلمة عامية، ولكن ذكور العناكب ـ الأرامل السوداء ـ هم الأساتذة الحقيقيون لتحريك وهز الأرداف، فهذه العناكب تهز بطونها لتتجنب التهامها من قبل أقرانها الأقوى.
الاهتزازات الناجمة عن رقص ذكور العناكب تتنقل لتصل شبكات الإناث، لتنبههن بوجود ذكور، كما أكدت آخر الدراسات العلمية. تلك الاهتزازات تختلف بين حركات متفرقة، وأخرى متقطعة ناجمة عن فريسة واقعة في الشرك.
"يقومون بخطوات قليلة ثم يتوقفون ويهزون بطونهم، ثم يقومون بخطوات أخرى ويهزون بطونهم مجددا." هكذا قالت الباحثة عن ذكور العناكب، "سامانثا ڤايبرث"، مرشحة للدكتوراة في جامعة "سايمون فريزر" في كندا.

العناكب الراقصة

تستعمل العناكب نسيجها كامتداد لأجسامها، وهي قادرة على استشعار الاهتزازات التي تثيرها الفريسة العالقة على خيوطها. ولكن عندما يمر عنكبوت ذكر عبر تلك الخيوط، يعتبر بالخطأ فريسة ويتعرض للهجوم.
"ڤايبرت" معروفة بمراقبة العناكب المتشردة (تيجيناريا أكريستيسي)، التي تؤدي أزواجها رقصات مدروسة، فأرادت أن تعرف ما السر وراء تلك العروض المعقدة.
ولمعرفة ذلك قامت هي وزميلاتها بدراسة اثنين من العناكب التي تعيش في شباكها، الأرملة السوداء الغربية (ليتروديكتوس هسبروس)، والعنكبوت المتشرد. العناكب المتشردة تنتج شبكات ورقية، تلك الأنماط المألوفة، التي تتبادر للذهن كلما فكر أحدنا في شبكات العناكب. الأرامل السوداء تنتج شبكات متشابكة، والتي تبدو كخيوط العنكبوت.
بداية، سجل الباحثون اهتزازات العناكب الذكور متنقلة نحو شبكات الإناث، فضلا عن الاهتزازت التي تحصل عندما تعلق ذبابة منزلية أو صرصار منزلي في الخيوط الحريرية، ثم قارن الباحثون مدة الاهتزازات والتردد والسعة.
وجدوا أن الفرائس والذكور الأقران يحدثون اهتزازات مختلفة، وأن العناكب الذكور يحدثون اهتزازات مستمرة لمدة طويلة بسعة منخفضة، مما يعني أنها هادئة مقارنة مع الفرائس، التي تحدث اهتزازات متفرقة وصادمة.
هذه الاختلافات سجلت بوضوح خاصة عند عناكب الأرملة السوداء، كما قالت "ڤايبرت" لمجلة "علم الحياة". تنتج ذكور الأرامل السوداء هذه الاهتزازات بتحريك بطونها بشكل سريع يذكرنا برقص "المؤخرة".

الاهتزازات الجيدة

بعد ذلك، استمع الباحثون إلى الاهتزازات المسجلة على الشبكات التي تسكنها الإناث. واختبر العلماء الاهتزازات من كلا العناكب الذكور والفرائس، وشغلوها بشكل مرتفع ومنخفض، وشاهدوا كيف استجابت الإناث.
"لا يهم حقا كيف تسمع الاهتزازات، لكن الأهم أن تكون صامتة"، قالت "ڤايبرت" التي تضيف "حين تشغلها بشكل هادئ جدا، اهتزازات هامسة، لا تستجيب الإناث بقوة."
الاهتزازات القوية تجعل إناث العناكب في وضعية المهاجم، لكن اهتزازات الهمس فقط تلفت بعض انتباههن نحو مصدر الاهتزازات، وبعضهن يستجبن بهز البطن أيضا، على شكل تواصل أخذ ورد.
ليست هذه هي الخدعة الوحيدة المذهلة التي يمكن للعناكب أن تلعب مع شباكها. يوم 8 يناير، كشف موقع يوتوب عن فيديو سحر العنكبوت المقلاع (وهو نوع يدعى ناتلو سپلانديدا)، والذي يقذف شبكته بأكملها نحو الفريسة المحتملة. ومع ذلك، فإن الجانب التواصلي هو الذي يدهش "ڤايبرت".
"أظن أن ما أدهشني هو نظام إشاراتهم المعقد" تورد "ڤايبرت". العناكب المغازلة غالب ما تتظاهر برقصات رشيقة، تهتز، تتمايل على النسيج، وتدور حول أقرانها المرغوب بهم"، أضافت "ڤايبرت".
وتابعت الباحثة بالقول إنه "يمكن للعناكب أن تكون جميلة فعلا، وهم معقدون أكثر مما يظن الكثير من الناس"، مردفة "إن اجتزت الخوف من العناكب، والرهاب، ستجد فيهم الكثير من الأشياء التي ستجعلك تبتسم."
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

لا توجد تعاليق :

أضف تعليقا