بريس نال ـ هسبريس ـ إسماعيل عزام
تسببت طول الإجراءات الإدارية التي تفرضها السفارة المغربية ببعض
البلدان، في غياب مجموعة من الصحافيين العرب عن دورة تدريبية تقام حاليا
بالرباط وينظمها المركز الدولي للصحفيين، حيث تمّ إلغاء رحلات قادمين من
فلسطين والعراق، الأمر الذي أثر كثيرا على التدريب وجعل المنظمين يستعينون
بالتكنولوجيا المتطورة من أجل نقل وقائع التدريب عبر الانترنت لكي يستفيد
مِنه مَن لم يستطع الحضور.
الدورة المتعلقة بصحافة التحقيق والتي ينظمها هذا المركز العالمي
المختص في تدريب الصحافيين، كانت فرصة للكثير من ممتهني مهنة المتاعب بعدد
من البلدان العربية، قصد زيارة المغرب وتبادل خبراتهم في هذا المجال، لا
سيما وأن الغرض من الدورة هو إنجاز تحقيقات مشتركة بين البلدان العربية حول
مواضيع كزواج القاصرات، زنا المحارم، الأدوية المهربة..إلا أن
"بيروقراطية" السفارات المغربيات كما وصفها بعض المشاركين المغيّبين قسرا،
ساهمت في إبطاء وتيرة الاشتغال وعرقلت مخطط التدريب بشكل واضح.
ميرنا سخنيني، صحافية تحمل جواز سفر فلسطيني-سوري، انتظرت تأشيرة
الدخول إلى المغرب منذ أزيد من شهر ونصف، ورغم أن إدارة المركز الدولي
للصحفيين، تواصلت مع السفارة المغربية بلبنان كما تقول ميرنا، من أجل أن
يُسهلوا لها إجراءات الحصول على الفيزا، إلا أنها، وعند زيارتها لمبنى
السفارة، نفى المسؤول أن يكون قد تلقى أي اتصالات بشأنها، مستطردة:" لقد
عاملني بشكل سيء وطلب مني الخروج من السفارة والانتظار في الخارج كحال كل
اللاجئين، مبررا سلوكه أن الفلسطينيين والسوريين يذهبون إلى المغرب ويقومون
بأعمال لا أخلاقية كالتسول أو الهجرة غير الشرعية. وبعد انتظاري لساعات
طويلة، خرج ليقول لي إنني لن أسافر إلى المغرب، عِلما أنه أعطى أمامي
التأشيرة لزملاء لي من اللبنانيين الحاضرين في الدورة".
ميرنا، مسؤولة الملف الفلسطيني بجريدة الثبات اللبنانية، أضافت بكثير
من الحسرة:" عندما تعتبرنا السلطات المغربية أننا نقوم جميعا بأعمال لا
أخلاقية، فهذا أمر يُشوه المغرب، وصراحة فقد قتلت السفارة كل رغبة لي في
زيارة هذا البلد".
أما وسام راما من العراق، فقد تحدث عن أن إقفال السفارة المغربية في
بغداد منذ سنوات بسبب الأعمال الإرهابية، جعله يحاول الاتصال بمبناها
بالأردن، إلا أن كل محاولاته للاتصال باءت بالفشل، إلى أن تعرّف على موظف
بالسفارة هناك، وعده بأن يرسل إليه التأشيرة في ظرف يومين بعد أن توصل منه
بجميع الوثائق اللازمة، إلا أنه ولمدة شهر كامل، لم يفِ الموظف بوعده، وبعد
ذلك قرر الصحافي العراقي التواصل مع السفير المغربي بالأردن الذي تحدث عن
أن المنظمين أرسلوا أسماء الصحافيين المشاركين إلى موظف آخر غيره، وأنه لا
يستطيع فعل شيء لأنه في سفر. وهكذا، ضاعت فيزا الدخول إلى المغرب.
"رغم الأوضاع المتوترة ببلادنا وما نعانيه يوميا، فإن كل من يريد
زيارتنا يمكنه أن يحصل على الفيزا إلكترونيا من أي سفارة، أما المغرب،
البلد المستقر الذي نعرف عنه أنه متطور ووصل درجة من الرقي، فهذه الإجراءات
الطويلة مع الأجانب من أجل زيارته أمر يبعث على الإستغراب، فإن كان هذا
حال الأجانب، فكيف تتعامل دولتكم معكم في الإدارات العمومية؟" يتسائل
الصحافي الاستقصائي ذاته.
وبدورها، أكدت شنو الداوي من أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، عدم
وجود أي قنصلية أو سفارة مغربية بالعراق، وهو ما يبعث على التعجب لأن كل
سفارات العالم موجودة بالإقليم الذي تقطنه، مشيرة إلى أنها لم تستطع زيارة
الأردن لأخذ التأشيرة نظرا للأوضاع الأمنية الصعبة، وهو ما حذا بها إلى طلب
معونة المركز المنظم الذي تواصل مع السفارة المغربية بتركيا من أجل منحها
التأشيرة، إلا أن السفارة هناك أجابتها بضرورة انتظار 14 يوم من أجل
تسلمها، وهو موعد مستحيل بالنظر إلى تاريخ الدورة، ولمّا طلبت الصحافية
بالشبكة العراقية للإعلام المجتمعي مساعدة مكتب سياحي، أخبرها أنه سيحصل
لها على الفيزا ب1200 دولار (9800 درهم)، فلم تجد حلا سوى إلغاء رحلتها إلى
المغرب، الذي تؤكد أنه كل شوقها إليه، أبادته هذه الإجراءات المسترسَلة.
في الجانب الآخر، أعرب بعض الصحافيين اليمنيين الحاضرين في الدورة، عن
تذمرهم من طول الوقت وكثرة الإجراءات التي تأخذها السفارة المغربية بصنعاء
من أجل السماح لهم بدخول المغرب، كما أشارت واحدة منهم، إلى أنها فقدت
حقيبتها على متن الخطوط الملكية المغربية، ولا زالت تنتظرها لغاية اللحظة
رغم أنها تواجدت بالمغرب منذ بداية الأسبوع الحالي.
لا توجد تعاليق :
أضف تعليقا